شيب

الفرق بيني وبين  جدتي  لا يتجاوز ظاهريا الفرق بين  سواد شعري و بياض شعرها.
شعرها  رمادي يميل الى  الأبيض  ، هي الحالة الوحيدة التي   يتدرج  فيها الاسود ليصبح ابيض.
الزمن هو المكون السحري الذي  يترك اثرا  مشابهاً  ، الزمن فقط من يجعل رؤسنا تشيب .
  لون الشيب هو الابيض  الوحيد الذي لا نحس بالراحة عند رؤيته.
هو الحالة الوحيدة  التي يرمز بها الابيض الي النهاية بدل الامل .
لطالما  راودتني فكرة ان الشعر  خيط او نسيج، وان تغير لونه الي الرمادي فالابيض ليس سوى  إشعار نهاية قريبة ,  ليس سوى  كفن يحاك من أجسادنا،  اشارة ما ،كنت اتخيلنا  كالفراش،  تخرج الفراشة من الشرنقة الى الحياة أما نحن  فتحاك اكفاننا لتشكل شرنقة تحتوينا عند موتنا.
  ربما علينا تغير مفهومنا للابيض و الاسود،  ليكن الابيض لون الموت وليكن الاسود لون الحياة..
 أتذكر أستاذة الرسم عندما كانت تتداركني بقول ان الابيض و الاسود ليسوا  بالوان،  بل فوارق لونية،  الكثير قد يخفف اللون و القليل قد  يزيد من تركيزه والعكس صحيح.
لذالك أقول ربما  اقترن الابيض بالموت بسبب  لون الكفن الابيض،او  ربما مجرد رؤية الكثير منه يغطي جسد الميت  يخفف حدة حزننا،  ربما لو كان اسود  لمتنا حزنا، ولتضاعف الحزن بدل ان يخف....

#تخلويض
¤أسماء الغربي

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

أنثى الجبل

يكذب عليك !