عجوز

عجوزٌ هي ،تحمل بين ثنايا جبينها ثمالة ما يزيدُ عن عقدٍ من العُمرِ! العمر، ذاك الذي يقاس بأداة الزمن ،ساعات و دقائق . ساعات ما قبل النهاية نهايةٌ حتمّية تقتلك في الزمن لتصبح أنت الزمن الذي تدور حوله الأحداث . كلّ حيّ هو مشروع مقياس زمني لاغير! أذكر أن الزمن أو تسمية الزمن قد إختلفت منذ يوم وفات جدّتي ،تسمية الأحداث تغيرت من ماضي و حاضر إلى زمن حياة جدتي و مابعده. يومها أدركت ان الحياة كآلساعة تدور عقاربها لتعلن البدايات و النهايات فلكل منّا زمن وما إرتباطنا كبشر إلاّ صورة لتسلسل الزمني في الساعة ،الحياة ساعة موقتة تحتم الموت للإستمرار. تدور الأحداث كعقارب الساعة والبشر فيها أرقام، لكلٍّ دورٌ و لكل بداية نهاية . وتدور الساعة دون توقف في انسجام رتيب و يُخلق من الموت الحياة... ضللت أرمقها و وابلٌ من الأفكار في ذهني ينساق، شعرٌ أبيض ،فحتّي الألوان تتركنا حين نكبر !تجاعيد تروي نضالات عمر و عكاز! في كل خطوة كانت تهوي بثقل سنينها بكل ثقة متعثرة و لم يكن هناك غير العكاز يسعفها ،يسندها دون ملل ....فى كل مرة! رمقت يديها، ترتعش في حركة لا إرادية ترفض الإستسلام لحكم القدر ، متمرد...