الإنتخابات
تعيش تونس هذه الأيام علي وقع الإنتخابات ,فبعد أن عايشنا المرحلة التأسيسة التي كُللت بإصدار الدستور,نمضي اليوم في طريق الديمقراطية المزعومة لتتوج هذه المرحلة الإنتقالية بالإنتخابات .
علي هذا الوقع آكتضت الواجهات و اللوحات الإعلانية بقوس قزح من الدعايات الحزبية التي لو علقت بيضاء فارغة لكانت أقرب إلي الواقع و أصدق من جهة تطابقها مع الموعود ,المنجز و الموجود.
تتميز هذه الفترة بحراك حزبي و سياسي يحاكي موسم المركاتو في تطاحن بين الأحزاب و الفرقاء السياسين, رؤية موحدة نحو السلطة والمقاعد و طموح لا يتجاوز توزيع الحقائب الوزارية ,طفرة حزبية تقابلها أهداف جوفاء و أساليب وضيعة تنتهي صلوحيتها ببلوغ مايخدم أجنداتهم الحزبية.
عرس إنتخابي لم يحفل خلالهمواطني الديمقراطية الناشئة بشئ سوى محاولات بيع و شراء أصواتهم لتتحول بذالك مراسم هذا العرس إلي عمليات مقايضة و متجارة بالذمم سوق نخاسة عصرية تحت مسمي الديمقراطية و الإنتقالية .
أحزاب و أطياف سياسية صماء عن مطالب الشعب ,بكماء في إتخاذ القرارات فقط تبصر و تحصي الأعداد ,أعداد الأصابع التي ستنغمس في حبر إدانتهم .
مايميز هذه الإنتخابات هو عزوف المواطنين عن التسجيل في قوائم الناخبين تبعه اليوم عزوف الإعلامين عن التسجيل لملاحظة الإنتخابات
فهل تشابهت صناديق الإقتراع بصناديق الشهداء في أعين المواطنين ? أم أن الشعب اليوم يتحاشي سقوط التنقيط عن خاء إنتخب لتصبح إنتحب فيما بعد ?
دعنا لا ننسي أن خانة الصفر فاصل في ء2011 ولّت حركة النهضة زمام الأمور لتنتقل بذالك الحركة من حزب ممنوع في تونس إلي الحزب الحاكم . ببرنامج إنتخابي من365 نقطة عادل عدد أيام السنة إستطاعت خلالها الحركة تحقيق الكثير خلال فترة حكمها أصبحت تونس بلد المعجزة الإقتصادية والكارثة البئية بإمتياز :مديونية, تبعية, عجز مالي ,,,الخ. إضافة إلي كونها سباقة في الإغتيالات السياسية ورائدة في إستخدام الرش و المسرحيات الإرهابية.
إرهاب لم يقتصر علي الجانب المادي بل إستهدف القكر من خلال نشرها للخلايا السرطانية تحت مسمي الجمعيات كذالك من خلال محاولتها تغيب العقول و الضحك علي الذقون بإدراج فكرة آلوهية الحركة فكل معادي للحركة هو عدو لله فكرة يمررها أئمة في المساجد من خلال خطب ساسوية ممنهجة.
علّها تبقي مجرد غيمة سوداء مرت بسماء ثورتنا.
و نحن علي أبواب الإنتخابات نقف اليوم علي أثار إنجازات الحكومة السابقة لتُلخص في تنوع المشهد الإنتخابي مرشحات لأول مرة منقبات كتكريس لحرية الملبس وضمنيا كضمان لتكافؤ بين الجنسين بإعتبار صعوبة تحديد جنس المرشح تحت النقاب .طفرة حزبية لا تنفي إستفراد قطبين فقط بالمواجهة قطبان متصارعان في الإنتخابات لا غير;الحزب الحاكم و حلفاؤه ممن يدعون الإسلام المعتدل بتزكية أنفسهم من العـنف و الإرهاب أمام القوي الغربية الحاكمة, أما القطب الثاني فينفرد به نداء تونس الذي مثل ملاذا للحداثين الدستورين الديمقراطين و التجمعين أولا وفي هذا الإطار المُستحدث أصبح الهدف من الإنتخابات إجتثاث حركة النهضة علما أن ما دون القطبين لا يخدم إلا مصلحة النهضة
تصدح أبواق الدعايات الحزبية محاكية بذالك إنذارات الحرب علّها تجود علينا بالسلام المنشود تصويت لساعات نتائجه حتمية مُحدِدَةٌ فيما بعد بين إدانتنا أو براءتنا من لعنة الأجيال القادمة.
أسماء الغربي
Commentaires