Articles

رماد

بلغت النهاية دون أن أموت ، بلغت النهاية  وقوفا  دون أن أحُمل على الاعناق .. بلغت النهاية بكل صمت  كنت أنا الجثة والباكين في أن  واحد   .. جرب  الصمت  و التبلد...  قرر انك ستبلغ النهاية أن  تسبق الزمن بخطوة .. قرر أن تبلغ ذالك الخط الفاصل بين عقلك و قلبك .. اختر بينهما  ... جرب العودة من النهاية ،جرب طرقا جديدة لم تعبرها في مسيرتك الاولى... جرب أان لا تفشل هذه المرة .. أوصد كل باب لا مفتاح له جرب ان تقتل كل شخص يقف في طريقك،  طريق فرحك ، طريق حبك،  طريق نجاحك ،  ... جرب أن تعود الى البداية  من جديد ، جرب  الفرح أطلق جماح روحك لترقص  وان كان جسدك جثة مشوهة ... اكسر كل المرايا   .. وكل المصابيح .اضرم  نارا واحترق ،  وخذ القليل من نثار الزجاج  واسكبه داخل عينيك  وارقص ... ستكون دون لعنة البصر حرا ... كل الظلام الامنتهي سيكون ملكك ، لن يعكر  حلكته اي ضوء ولن ينبثق من عتمته اي نور ... ارقص  على نارك الهادئة .. وان تعثرت   بجمرة ما  لا تخف فلن تكون قاد...

شيب

الفرق بيني وبين  جدتي  لا يتجاوز ظاهريا الفرق بين  سواد شعري و بياض شعرها. شعرها  رمادي يميل الى  الأبيض  ، هي الحالة الوحيدة التي   يتدرج  فيها الاسود ليصبح ابيض. الزمن هو المكون السحري الذي  يترك اثرا  مشابهاً  ، الزمن فقط من يجعل رؤسنا تشيب .   لون الشيب هو الابيض  الوحيد الذي لا نحس بالراحة عند رؤيته. هو الحالة الوحيدة  التي يرمز بها الابيض الي النهاية بدل الامل . لطالما  راودتني فكرة ان الشعر  خيط او نسيج، وان تغير لونه الي الرمادي فالابيض ليس سوى  إشعار نهاية قريبة ,  ليس سوى  كفن يحاك من أجسادنا،  اشارة ما ،كنت اتخيلنا  كالفراش،  تخرج الفراشة من الشرنقة الى الحياة أما نحن  فتحاك اكفاننا لتشكل شرنقة تحتوينا عند موتنا.   ربما علينا تغير مفهومنا للابيض و الاسود،  ليكن الابيض لون الموت وليكن الاسود لون الحياة..  أتذكر أستاذة الرسم عندما كانت تتداركني بقول ان الابيض و الاسود ليسوا  بالوان،  بل فوارق لونية،  الكثير قد يخفف اللون و...

آلهة

كنت قبل أن أموت آلهة ، كنت أغفر و اعفو وكنت أُعبد .. أم بعد موتى صرت أكثر قسوة من أن أكون آلهة و أكثر خُبثا من أن أكون شيطانا ! صرت ما أنا عليه الآن ... نفسي ! حتى أنه يوم جنازتى لم يبكى الحاضرون لموت الرب داخلى ، أنا من كانت تبكي حتى الدموع كانت تذرف صلبة .. كهشيم الزجاج كانت مؤذية بحجم الحزن عن موت الرب الداخلي ! حتى أنى ما أبصرت بعدها سوى ظلام الدنيا وظلمها ، إشتقت السماء فيوم تموت الآلهة لا ترتفع روحها بل تنزل السبع سموات تقبل تراب الارض وأهلها ! كل ليلة يموت ألاف الأرباب ويسقطون شُهبا على الارض ! تنار السماء للحظات ثم تنطفئ إلى الابد . جميل هو المشهد لكنه عقيم .. كعقم الالهة. #أسماء_لغربي

عيد الحب

الدنيا يلزمها برشة حب باش تغلبها ، يلزمها القلب يدق ورعشة ولمعة فالعين وخيال كيف تسرح تتبسم وتحن وتلين . يلزمها كلمة 'نحبك 'و'توحشتك' 'ووينك' و'تعشيت' و'تجيني ولا نجيك' . يلزمها التعنيقة والبوسة على غفلة وشدة اليدين ويلزمها كلمة 'نغير' . ونغير وغيرتي موش كيف غيرتكم نغير على محبة موش كيف محبتكم ونحير كيف نهار يتعدى من غير محبة اي نحير . نحير فالغزرة الباردة والعينين الشاردة ، والقلب الفارغ والراجل اللي بالعو وباعث الدنيا والدين . نحير فى طفلة كيف الكل تعمله م وعلى صوابع ايديها تلعبهم والمشتاق كالخوصة في صبعها الصغير . ونموت فبنات الليساي والعشقة اللولة واول بوسة واول تركينة واول مرة تحط الحمير ، و حكايات اولاد الحومة والغزرة ويحبني ونحبو وكلام العينين . نحير كيف نتذكر ناس بكري وام الزين ، تفويرة الحمام والسواك والكحل فالعين، بوسة الخالة فوق الشفة والاحمر السحري وريحة الياسمين. نحير فالسفساري وما يوري والرمان والزنود والقد المقدود . نحير في محبتهم ونحير فالساقين وطراوتهم وبو الشاشية كيتركز في قلبو الخلخال ، كلو من بوسة الخال. ن...

ظلال

هل جربتم ان تحضنو ظلالكم،? او ان تتحدثو اليهم،? كنت مهووسة بذلك ، كنت اخرج في الظهيرة صيفا فقط لأرمق ظلي، كان الحال صيفا و كانت الارضية تشتعل حرارة، وكنت اتسلل حافية القدمين، كنت ارقص من الالم و الحرارة و كان ظلي قصيرا جدا، و كنت بين القفزة والقفزة أطأه ، و كان الامر يرعبني، احترق... كنت ابحث عن ركن ظليل واهرع اليه، حاملة ظلي كي لا يحترق، وفي كل مرة كنت لا اجده، كنت ابكي.. تتفطن امي لخروجي فالحر .. كنت اعاقب و كانت تسئلني عن سبب خروجي.. كنت اجيب: ''فقط استجيب لطلب صديق، يرقص لاحتراق قدمي ،و عند كل مكان ظليل يختفي، صديق هو يشبهني كثيراً، كلما حاولت مصافحته يختبئ خلفي.. خجول هو.. كم حاولت ان احتضنه من مرة و في كل مرة كنت اقع ، انتظر ان يسندني لكنه في كل مرة يفلتني واسقط..'' . ربما هو ليس صديق .. ربما هي ارواحنا، مربوطة الى اقدامنا، نجرها اينما ذهبنا، هي ارواح تمقت الظلام لانها خلقت من نور.. وربما تتحرر بموتنا، فالاموات لا ظلال لهم. أسماء

دمعة

كانت كلما نزلت دمعة من عينيها تسارع بتقبيلها! وكان كل الموجودين يضحكون كلما كانت تقوم بذلك.. كانت تحاول ارضاء نفسها بنفسها، زد ان مذاق الدموع كان لذيذاً، من جرب تذوق الحزن، وتجرع الخيية كما فعلت.. لا احد.. من جرب ان يتذوق روحه.. اليست الدموع روحا منصهرة، نوعاً من التنفيس، اليس البكاء راحة كما تقولون، جميل ان تهديك عينك سيلا من الراحة وقت ضعفك، لماذا تضحكون؟ وددت لو اني كنت استطيع ان اقنعهم بالقيام بذالك.. لو ان الدموع كانت تجمع، لو ان اقداحا من الدمع كانت ترفع، احتفالاً.. لو ان الجميع يقتنع ان تذوق الدمع هو الانتصار على الحزن.. لو ان الجميع يدركون ان الدمع شراب الروح، ان الدمع مياه تجري من عيوننا.. فرحا، وحزنا ، جرب فقط ان تتذوق طعم الفرح و طعم الحزن، جرب ان تواسي نفسك بنفسك، ان لا تترك دموعك تنفذ منك كالشمعة، ستنطفئ روحك، سيخلص الدمع، ستجف روحك، ستتجعد بشرتك.. ستذبل، و تموت... # تخلويض

مرآة سوداء

 عفن البدايات المؤجلة، عفن الموت الذي يسكنني، وعفن الحياة التي اعيشها و تلك الحياة التي اريد. وكم أردت و أردت، وكم شيدت من الخيال منازل لا ابواب لها.   وفي كل مرة كنت اهدم ما بنيت لاخرج، في كل مرة كنت اجدني على انقاض احلامي و ركام عزلتي ابحث عن مخرج.. عفن الركام، وعفن كل الاشخاص الذين قتلت و عفن الذين كانو ينتحرون في مخيلتي...  عفن كل المسجونين في خانة الذكريات و عفن كل الكسور و الجروح التي لم تلتئم.. جميل ان انظر الى المرآة، ولا ارى كل ذالك الدمار، لكن هل للمرآة ابعاد اخرى، هل لها عمق ام تكتفي فقط بعكس صورنا،?  لطالما كنت اتخيل ان داخل كل مرآة عالم ما، تسكنه كل الوجوه المارة بها، عالم آخر موازي، عالم الصور و الاجساد الفارغة ،عالم خال من وجع القلوب و من انين الارواح، عالم تبتسم فيه دون صوت، و تبكي فيه دون انين، عالم ترا فيه الدموع دون ان تعرف ملمسها . عالم خال من شوائب المشاعر، عالم مسطح لا ذاكرة له..   جميل لو اني استطيع ولوج عالم المرايا، جميل ان اعيش خالية تماما من كل الابعاد، جميل ان تكون قابلا للكسر، مرة واحدة دون ان يكون هناك شفاء لذالك، ان ...